دور المهندس في تصميم المباني الصديقة للبيئة

البيئة
البيئة

إن التطور التكنولوجي والصناعي الهائل الذي شهده القرن العشرين قد ترك بصمته الواضحة على البيئة، حيث تفاقمت مظاهر التلوث وارتفعت وتيرة استنزاف الموارد الطبيعية بشكل مخيف وغير مسبوق. فالممارسات البشرية غير الرشيدة وأنماط الاستهلاك الجائرة أدت إلى اختلال التوازن البيئي وبروز ظواهر خطيرة مثل ظاهرة الاحتباس الحراري وتسارع وتيرة التصحر وتآكل التربة الخصبة.

هذا المقال برعاية اركون للاستشارات الهندسية، اختيارك الأول لمعاملاتك الهندسية والتجارية.

يُعد قطاع البناء والتشييد من أكثر القطاعات المستهلكة للطاقة ،حيث تتسبب المباني وحدها في حوالي 40% من إجمالي الاستهلاك العالمي للطاقة، و30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وهذا راجع بالأساس لاعتماد هذه المباني على الوقود الأحفوري في تشغيل وتدفئة وتكييف المرافق المتعددة، متجاهلة كلياً التبعات الوخيمة لهذه الممارسات على البيئة.

لقد آن الأوان لوضع حد لهذا الإسراف اللامبالي في استغلال موارد الطبيعة. إن بناء مستقبل مشرق يبدأ من هنا، من خلال إعادة النظر في أساليب بناء وتشييد المنشآت، وتبني مبادئ العمارة الخضراء وتوظيف التقنيات الحديثة لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة بشكل مثالي.

استخدام مواد البناء المستدامة المتجددة وغير الضارة:

من أهم الجوانب التي يجب مراعاتها عند تصميم المباني الصديقة للبيئة هو استخدام مواد بناء مستدامة، وهي المواد التي تتمتع بخصائص مثل:

– قابلة لإعادة التدوير والاستخدام مرة أخرى بعد انتهاء العمر الافتراضي للمبنى.

– مصنوعة من موارد طبيعية متجددة كالأخشاب والقش وغيرها.

– تتطلب كميات أقل من الطاقة أثناء عمليات إنتاجها.

– لا تحتوي على مواد سامة أو ملوثة مثل الرصاص والزئبق والفورمالدهايد.

– ذات حجم تغليف أقل وبعبوات قابلة لإعادة الاستخدام.

– آمنة على صحة الإنسان خالية من المكونات الكيميائية الضارة.

وتشمل هذه المواد الطوب الطيني والخشب وحجر الصوان والبامبو وغيرها الكثير.

تصميم المباني بشكل يوفر الطاقة ويقلل الانبعاثات الضارة:

يمكن للمهندس المعماري تصميم المباني بطريقة تساعد على توفير استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة من خلال:

– الاستفادة من التهوية والإضاءة الطبيعية بشكل أمثل لتقليل الحاجة للطاقة الاصطناعية.

– توجيه المبنى بزوايا محددة بدقة للاستفادة من حركة الشمس والرياح وفق الموقع الجغرافي.  

– استخدام مواد عازلة للحرارة لتقليل تسرب الهواء البارد أو الساخن من المبنى.

– تركيب أنظمة ذكية للتحكم بدرجة حرارة وإضاءة المبنى حسب الاحتياج .

– تصميم واجهات زجاجية عاكسة ومزدوجة للتقليل من فقدان الطاقة.

– زراعة الأشجار الدائمة الخضرة حول المبنى كعازل طبيعي.

تقنيات توليد الطاقة النظيفة في المباني 

من أبرز تقنيات توليد الطاقة النظيفة التي يمكن استخدامها في المباني الصديقة للبيئة:

أولاً: الألواح الشمسية الكهروضوئية:

حيث يتم تركيبها على الأسطح والواجهات لتحويل ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء نظيفة.

ثانياً: توربينات الرياح الصغيرة:

يمكننا استغلال طاقة الرياح من خلال تركيب مولدات تعمل بالرياح فوق أسطح المباني.

ثالثاً: مجمعات الطاقة الشمسية الحرارية:

لتسخين مياه الاستخدام المنزلي ودعم أنظمة التدفئة في فصل الشتاء.

رابعاً: الوقود الحيوي من النفايات العضوية. 

خامساً: مضخات الحرارة الأرضية لتبريد وتدفئة المباني.

أنظمة العزل الحراري والتهوية الطبيعية الفعالة:

من الوسائل المهمة لتقليل استهلاك الطاقة في المباني الخضراء ما يلي:

أولاً: العزل الحراري باستخدام مواد مثل الصوف الصخري والفلين والبوليسترين، لحجز وتقليل تسرب الهواء الدافئ أو البارد من جدران وأسطح المبنى.

ثانياً: تصميم واجهات المبنى بشكل يسمح بدخول تيارات الهواء والتهوية الطبيعية دون الحاجة لنظم التكييف الاصطناعية.

ثالثاً: استغلال طاقة الرياح من خلال توجيه النوافذ بزوايا تسمح بالتهوية المثلى حسب اتجاهات الرياح السائدة.

رابعاً: زراعة الشجيرات الخضراء والأشجار الدائمة حول المبنى كعازل طبيعي.  

خامساً: عمل بروزات وأفاريز بالواجهات لوقايتها من أشعة الشمس المباشرة.

إدارة النفايات ومياه الصرف بطرق صديقة للبيئة:

من الجوانب المهمة للمباني الصديقة للبيئة أيضًا؛ إتباع أساليب مستدامة في التعامل مع النفايات ومياه الصرف، ومنها:

• فصل النفايات من المصدر إلى عضوية وغير عضوية ومعاد تدويرها.

• تركيب أنظمة تجميع مياه الأمطار وإعادة استخدامها في الري الموفر للمياه.  

• معالجة مياه الصرف الرمادية وإعادة تدويرها في التطبيقات غير الصحية كالري.

• استخدام تقنيات التنقية الطبيعية لمعالجة مياه الصرف كالمستنقعات الاصطناعية.

• تركيب خزانات للمياه الرمادية يعاد تدويرها في أغراض الطرد الصحي

• إنشاء محطات معالجة صغيرة لمياه الصرف داخل المباني لإعادة استخدامها مرة أخرى.

إن التحديات البيئية التي يواجهها عالمنا اليوم تستوجب إحداث تحول جذري في نمط الحياة وأنماط الاستهلاك غير المسؤولة التي تهدد مستقبل الكوكب والأجيال القادمة. 

وتُعد العمارة الخضراء أحد أبرز الحلول ذات الفاعلية على المدى الطويل لمواجهة هذه التحديات، كونها ترتكز على تبني مفهوم الاستدامة البيئية الشامل بدلاً من الأساليب التقليدية في البناء.

فالمباني الخضراء بتصاميمها المبتكرة وتقنياتها الحديثة ستحد من الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري وانبعاثات الكربون والتلوث الناجم عن القطاع الإنشائي بنسبة كبيرة.

كما ستفتح هذه المباني آفاقًا جديدة أمام المعماريين والمختصين لإظهار مهاراتهم وقدرتهم الإبداعية من خلال دمج أحدث التقنيات الذكية الصديقة للبيئة مع العناصر الطبيعية في التصميم.

وعليه؛ فمن واجبنا جميعًا الإسراع في تبني هذا المفهوم وتعميمه على نطاق واسع، بدءًا من وضع المعايير والسياسات الحكومية الداعمة والحوافز اللازمة لنشر العمارة الخضراء وجعلها الخيار الافتراضي في جميع المشاريع العقارية والإنشائية المستقبلية.

اقرأ أيضا:
دليل المهندس لتوفير السلامة في مواقع البناء والتشييد
أهمية الدراسات المرورية في تطوير البنية التحتية للطرق
اتجاهات التصميم المعماري المعاصر في العالم العربي
دور الاستشارات الهندسية في نجاح المشاريع
رخصة بناء سكني في السعودية: الإجراءات والتكاليف
مخطط للبناء – خطوات إعداد المخططات الهندسية للمباني
شهادة إتمام البناء السكني في السعودية: الإجراءات والمتطلبات
سوق الصواريخ:المستندات المطلوبة لتصحيح الأوضاع
خدمات المدن الصناعية والتقنية وتسهيلات الإجرات والتصاريح
التصميم المعماري الحديث
أهمية الرّخص التجارية وكيفية الحصول عليها
ديكورات المطابخ الحديثة في 2024
كيفية استخراج ترخيص البيئة والتشريعات المرتبطة به
التصميم الهندسي للمصانع بالمدن الصناعية
اهمية تصاميم الأمن والسلامة للمصانع والمباني السكنية!
عروض الرخص التجارية
استخراج تصريح سكن الحجاج
أهمية اعتماد مخططات السلامة في المنشآت والمؤسسات
أهمية الدراسات الهيدرولوجية في فهم وإدارة الموارد المائية
التصميم المعماري| من الألف للياء!
فحص التربة للبناء
رخصة البناء بالمملكة العربية السعودية
رخصة الدفاع المدني
تحديث الصكوك
ديكورات حديثة:نصائح 2024
أهمية الدراسات المرورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *