تعد المشاريع الصناعية من المشاريع ذات التعقيد الشديد والتي تتطلب الإلمام بمجموعة كبيرة من المعايير الدولية وأصول السلامة المهنية لضمان نجاح تنفيذها.
ومن هنا تأتي أهمية وجود إشراف فعال ومتابعة دقيقة من قبل مكتب استشاري أو مهندس تنفيذ على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في مجال تخصص المشروع.
هذا المقال برعاية اركون للاستشارات الهندسية ، اختيارك الأول للمعاملات الهندسية والتجارية.
حيث يتولى المكتب الاستشاري أو مهندس التنفيذ مسؤولية الإشراف على تنفيذ جميع مراحل وعناصر المشروع الصناعي بدءاً من التصميم وانتهاءً بالتشغيل، مع تطبيق أفضل ممارسات إدارة المشاريع، والتأكد من التقيد بمواصفات الجودة ومتطلبات السلامة والبيئة بشكل احترافي.
وفي هذا المقال سنتناول بالتفصيل المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق مهندس تنفيذ المشاريع الصناعية، والتحديات التي يواجهها في ضمان جودة وسلامة تنفيذ هذه المشاريع، بالإضافة إلى المؤهلات والكفاءات الفنية اللازم توفرها فيه.
كما سنسلط الضوء على أهمية اختيار المكتب الاستشاري أو مهندس التنفيذ بعناية ودقة بما يتلاءم مع طبيعة وتعقيدات كل مشروع صناعي، مع تقديم بعض النصائح العملية لأصحاب ومستثمري المشاريع الصناعية في هذا الشأن.
فالإشراف الفعال على المشاريع الصناعية أمر بالغ الأهمية ليس فقط لضمان الجودة وإنما أيضاً لسلامة العاملين والمنشآت والبيئة المحيطة.
المراحل الرئيسية في تنفيذ المشاريع الصناعية
يمر تنفيذ المشاريع الصناعية الكبرى عادةً بثلاث مراحل رئيسية تتطلب جميعها إشراف ومتابعة دقيقة، وهي:
1. مرحلة التصميم الهندسي:
– تشمل وضع التصاميم التفصيلية والمخططات الهندسية اللازمة لتنفيذ المشروع.
2. مرحلة التوريد:
– وتتضمن طلب وشراء وتوريد كافة المعدات وقطع الغيار والخامات إلى الموقع.
3. مرحلة التركيب والبناء:
– وهي المرحلة الرئيسية التي يتم فيها تركيب الآلات والمعدات وتشييد المنشآت الصناعية كافة.
ويشرف مهندس التنفيذ على هذه المراحل بالتنسيق مع فريق الاستشاريين والمقاولين لضمان التوافق مع المتطلبات الفنية للمشروع.
مسؤوليات مهندس التنفيذ في متابعة الأعمال وعلاقته بالاستشاريين والمقاولين
يتولى مهندس تنفيذ المشاريع الصناعية عدد من المسؤوليات الرئيسية تجاه الأطراف المختلفة، منها:
1. تجاه صاحب المشروع والاستشاريين:
– متابعة تقدم العمل وفق البرنامج الزمني والميزانية المحددة.
– طلب الموافقات اللازمة قبل تنفيذ أي تعديلات.
2. تجاه المقاولين:
– التحقق من مطابقة الأعمال المنفذة مع التصميم والمواصفات.
– تسهيل التنسيق بين مقاولي التخصصات المختلفة.
3. تجاه السلطات والجهات الرقابية:
– التأكد من التزام المقاولين بالأنظمة والقوانين ذات العلاقة.
4. تجاه العمال:
– متابعة اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لسلامتهم.
تحديات تنفيذ المشاريع الصناعية من حيث الجودة والسلامة
هناك العديد من التحديات التي تواجه تنفيذ المشاريع الصناعية من منظور الجودة والسلامة، من أبرزها:
1. تعقيدات التصاميم الهندسية وكثافة المعدات وتشابكها.
2. احتمال حدوث شروخ أو انهيارات في الهياكل والمنشآت.
3. مخاطر حوادث السلامة الصناعية نتيجة طبيعة بيئة العمل.
4. صعوبة ضبط مواصفات وجودة المكونات والمنتجات.
5. تأثر أداء المعدات بالظروف البيئية كدرجات الحرارة.
6. قلة توفر كوادر بشرية مؤهلة في مجال السلامة الصناعية.
7. قصور البنية التحتية في بعض المناطق النائية صناعياً.
كيف يضمن مهندس التنفيذ تطبيق معايير الجودة الصناعية ومتطلبات السلامة
يتبع مهندس التنفيذ عدداً من الإجراءات لضمان الجودة والسلامة بالمشاريع الصناعية، منها:
– وضع خطة شاملة للجودة والسلامة في بداية المشروع ومتابعة تنفيذها.
– التأكد من اعتماد المقاولين والموردين وفق المواصفات القياسية.
– إجراء اختبارات وفحوصات ميدانية ومخبرية دورية أثناء مراحل التنفيذ وقبل التشغيل.
– استخدام برامج إدارة الجودة الشاملة مثل الستة سيجما والتيقظ التشغيلي.
– تدريب وتأهيل العاملين على إجراءات السلامة والصحة المهنية.
– تطبيق نظام إدارة السلامة والصحة المهنية OHSAS.
– إجراء تدقيق دوري لتقييم مدى الالتزام بمتطلبات الجودة والسلامة.
المؤهلات الهندسية والفنية الواجب توفرها في مهندس التنفيذ
لضمان قيام مهندس التنفيذ بدوره على أكمل وجه، هناك مجموعة من المؤهلات الهندسية والفنية التي يجب توافرها فيه، من أبرزها:
– حصوله على بكالوريوس هندسة في تخصص يتناسب مع طبيعة المشروع مثل الهندسة الميكانيكية أو الكهربائية.
– خبراته العملية السابقة في تنفيذ مشاريع صناعية مماثلة لا تقل عن 5 سنوات.
– إتقانه للوائح والمواصفات والكودات الدولية الخاصة بالجودة والسلامة الصناعية.
– الإلمام ببرامج الهندسة مثل الأتوكاد وبرامج محاكاة العمليات الصناعية.
– الحصول على شهادات مهنية متخصصة في إدارة الجودة أو السلامة الصناعية.
– إجادته للغة الإنجليزية نظرًا لاستخدامها في معظم الوثائق والمراسلات الفنية.
في الختام، نستنتج أن الإشراف الفعال على تنفيذ المشاريع الصناعية يعد حجر الأساس لضمان نجاح هذه المشاريع من حيث تحقيق أعلى مستويات الجودة والسلامة.
ويرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً بمدى توفر الخبرات والكفاءات الفنية اللازمة في المكتب الاستشاري أو مهندس تنفيذ المشروع القادر على الإلمام بكافة جوانب وتفاصيل التنفيذ، واتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب.
لذا وجب على أصحاب المصلحة إيلاء أهمية قصوى في اختيار المكتب الاستشاري أو مهندس التنفيذ، من حيث التأكد من امتلاكهم الكفاءات الهندسية والفنية والمهنية التي تؤهلهم لقيادة تنفيذ المشروع الصناعي بنجاح وتفوق.