ما هو نظام BIM |وكيف يغيّر مستقبل الهندسة والبناء في المملكة

في عالمٍ تتسارع فيه التطورات التقنية، أصبح من المستحيل تنفيذ مشاريع هندسية ضخمة دون الاعتماد على أنظمة رقمية دقيقة تُقلّل الهدر في الوقت والمال، وتزيد من كفاءة التنفيذ والتنسيق بين جميع الأطراف.
ومن أبرز هذه الأنظمة وأكثرها تأثيرًا في القطاع الهندسي اليوم: نظام الـ BIM – Building Information Modeling أو نمذجة معلومات البناء.

هذا المفهوم لم يعد مجرد “أداة تصميم ثلاثي الأبعاد”، بل أصبح ثورة شاملة في طريقة إدارة المشاريع من الفكرة إلى التشغيل والصيانة.

أولاً: ما هو BIM؟

نظام BIM هو اختصار لعبارة Building Information Modeling، ويعني نمذجة معلومات البناء.
هو أسلوب متكامل لتصميم، وتنفيذ، وإدارة المشاريع الهندسية باستخدام نموذج رقمي ذكي يحتوي على جميع تفاصيل المشروع — المعمارية، والإنشائية، والكهرو-ميكانيكية، وحتى تفاصيل التشغيل والصيانة بعد التسليم.

أي أن BIM لا يتعامل مع رسومات جامدة كما في برامج التصميم التقليدية، بل مع نموذج رقمي حيّ يمثل المبنى بكامل خصائصه الهندسية والوظيفية.

ثانياً: كيف يعمل نظام BIM؟

يعمل BIM على إنشاء قاعدة بيانات رقمية موحدة للمشروع، بحيث يستطيع كل فريق — المهندسون، المقاولون، المصممون، المالك، وحتى الجهات التنظيمية — الوصول إلى نفس المعلومات المحدثة في الوقت الحقيقي.

يتكوّن النظام عادة من أربع مراحل رئيسية:

  1. التصميم (Design):
    يتم تصميم النموذج ثلاثي الأبعاد متضمناً الجدران، الأعمدة، التمديدات، الإضاءة، أنظمة التكييف… إلخ.
  2. التنسيق (Coordination):
    يجري دمج أعمال جميع التخصصات (معماري، إنشائي، كهرباء، ميكانيكا) في نموذج واحد لاكتشاف التعارضات مبكرًا قبل التنفيذ.
  3. التنفيذ (Construction):
    تُستخدم النماذج الرقمية لتوجيه عمليات التنفيذ، وجدولة المواد، وإدارة العمالة والمعدات بدقة.
  4. التشغيل والصيانة (Facility Management):
    بعد الانتهاء من المشروع، يمكن استخدام النموذج لإدارة المبنى وصيانته طوال دورة حياته.

ثالثاً: فوائد BIM في المشاريع الهندسية

المجالالفائدة الأساسيةالنتيجة
الدقة في التصميميتيح كشف التعارضات بين التخصصات قبل التنفيذتقليل الأخطاء الميدانية بنسبة تصل إلى 40%
إدارة التكاليفيوفر حسابات دقيقة للكميات والتكلفة في الوقت الحقيقيخفض الهدر المادي بنسبة 20-30%
الجدولة الزمنيةيساعد في التخطيط الزمني وربط المراحل التنفيذيةتقليل مدة المشروع بما يصل إلى 15%
الاستدامةتحليل استهلاك الطاقة والإضاءة والعزل الحراريتصميم مبانٍ أكثر كفاءة واستدامة
إدارة التشغيل والصيانةيُستخدم النموذج الرقمي لتوثيق الأصول وتاريخ الصيانةخفض تكاليف التشغيل المستقبلي

تشير دراسة صادرة عن Autodesk & McGraw Hill Construction إلى أن 75% من الشركات التي تبنّت BIM أبلغت عن تحسّن واضح في عائد الاستثمار (ROI) مقارنة بالطرق التقليدية.
(Autodesk)

رابعاً: BIM في المملكة العربية السعودية

تتبنى السعودية تطبيق نظام BIM بشكل واسع ضمن مشاريع رؤية 2030 لتسريع التحول الرقمي في قطاع البناء، وتحقيق الاستدامة وتقليل الهدر في المشاريع العملاقة مثل نيوم، ذا لاين، البحر الأحمر، القدية وغيرها.

وقد بدأت العديد من الجهات الحكومية بإلزام استخدام BIM في مشاريعها الجديدة، مثل:

  • وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان (MOMRAH) في متطلبات تصاريح البناء الكبرى.
  • الهيئة الملكية للرياض (RCRC) في مشروعات تطوير العاصمة.
  • شركة أرامكو ووزارة الطاقة في البنية التحتية والصناعية.
  • الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس (SASO) ضمن جهود التحول نحو المباني الذكية والمستدامة.

بحسب تقرير من Zawya، يتوقع أن يصل سوق تقنيات BIM في السعودية إلى أكثر من 1.8 مليار دولار بحلول 2030، مدفوعاً بالمشاريع العملاقة والاستثمار في التحول الرقمي.
(Zawya Report)

خامساً: كيف يساهم BIM في دعم كفاءة الطاقة والاستدامة؟

يُعتبر BIM أداة قوية لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، حيث يمكن من خلاله:

  • تحليل أداء الطاقة في التصميم الأولي وتعديل الاتجاهات المعمارية لتقليل استهلاك الكهرباء.
  • تحسين الإضاءة الطبيعية والتقليل من الاعتماد على الإنارة الصناعية.
  • اختيار المواد وفقًا لتأثيرها الكربوني والعمر الافتراضي.
  • دعم تطبيق كود البناء السعودي ومعايير Mostadam في تصميم المباني المستدامة.

تشير دراسات ResearchGate إلى أن استخدام أدوات BIM في تصميم الطاقة يمكن أن يقلل استهلاك الكهرباء بنسبة تتراوح بين 20-35% مقارنة بالتصميم التقليدي.
(ResearchGate)

سادساً: دور أركون في تبنّي نمذجة معلومات البناء BIM

بصفتها مكتب استشارات هندسية معتمد في المملكة، تُقدّم شركة أركون للاستشارات الهندسية حلولًا متكاملة في إدارة المشاريع باستخدام BIM، وتشمل:

  • إنشاء نماذج رقمية متكاملة للمشاريع المعمارية والإنشائية.
  • تنسيق التصميمات واكتشاف التعارضات قبل التنفيذ لتقليل الهدر الزمني والمادي.
  • إعداد تقارير كمية دقيقة (BOQ) من النماذج الرقمية.
  • استخدام BIM لإدارة الصيانة بعد التسليم.
  • دعم عملائها في الالتزام بمتطلبات الجهات التنظيمية مثل HCIS ومدن وكود البناء السعودي.

من خلال تطبيق BIM، تضمن أركون تحقيق أعلى مستويات الدقة، الكفاءة، والجودة في كل مشروع، بما يواكب توجه المملكة نحو التحول الرقمي الكامل في قطاع البناء.

ختاماً

نظام BIM لم يعد ترفًا تقنيًا، بل أصبح شرطًا أساسيًا لضمان نجاح المشاريع المستقبلية. فهو يجمع بين الذكاء الهندسي، والتحكم المالي، والشفافية التشغيلية، ويقلل الأخطاء بنسبة غير مسبوقة.

ولأن المملكة العربية السعودية تتجه بخطى ثابتة نحو مدن ذكية واقتصاد مستدام، فإن تبنّي تقنيات BIM اليوم هو استثمار في مستقبل أكثر كفاءة واستدامة.

ولتنفيذ مشروعك بأعلى معايير الدقة والجودة، اختر مكتبًا هندسيًا معتمدًا مثل أركون للاستشارات الهندسية، الرائد في تطبيق تقنيات BIM الحديثة في مختلف أنواع المشاريع العمرانية والصناعية.

المصادر

اترك تعليقاً