
أصبحت الاستدامة اليوم ركيزة أساسية في قطاع الهندسة والتشييد بالمملكة العربية السعودية، خاصة مع تبني رؤية 2030 التي تضع حماية البيئة وترشيد الموارد ضمن أولوياتها. لم يعد التصميم الهندسي المستدام مجرد خيار، بل هو حاجة ملحة لمواجهة تحديات المناخ، ورفع كفاءة استخدام الطاقة والمياه، وتحسين جودة الحياة.
هذا المقال برعاية اركون للاستشارات الهندسية ، اختيارك الأول للمعاملات الهندسية والتجارية بالمملكة.
أهمية الاستدامة في التصميم الهندسي بالسعودية
1. التوافق مع رؤية 2030
تعمل المملكة على تعزيز التنمية المستدامة عبر مشاريع عمرانية حديثة تراعي البيئة وتحقق توازناً بين الاقتصاد والمجتمع والموارد.
2. التكيف مع الظروف المناخية
المناخ الصحراوي الحار وندرة المياه يفرضان حلولاً تصميمية تقلل من استهلاك الطاقة وتزيد من كفاءة العزل والتهوية.
3. خفض التكاليف التشغيلية
رغم ارتفاع التكلفة الأولية للتصميم المستدام، إلا أنه يوفّر على المدى الطويل في الكهرباء، التبريد، المياه، والصيانة.
4. الالتزام بالمعايير المحلية والدولية
أصدرت السعودية الكود السعودي للمباني الخضراء (SBC 1001)، وهو مرجع شامل يحدد معايير المباني المستدامة، كما تشجع المملكة على الحصول على شهادات دولية مثل LEED.
5. تحسين جودة الحياة
المباني المستدامة توفر بيئات مريحة وصحية بفضل التهوية الجيدة، جودة الهواء الداخلي، المساحات الخضراء، وتقليل التلوث الضوضائي.
المعايير الوطنية للاستدامة الهندسية
- كود SBC 1001 للمباني الخضراء: يحدد معايير كفاءة الطاقة والمياه وجودة الهواء وإدارة النفايات.
- استخدام مواد بناء صديقة للبيئة: مثل المواد المعاد تدويرها والعوازل الحرارية والزجاج الموفّر للطاقة.
- الأنظمة الذكية: للتحكم في استهلاك الطاقة والمياه عبر أنظمة إدارة المباني (BMS).
خطوات تطبيق الاستدامة عملياً

1. مرحلة التخطيط
- دراسة الموقع واتجاهات الشمس والرياح.
- تقييم الأثر البيئي للمشروع.
2. اختيار المواد
- الاعتماد على مواد محلية لتقليل البصمة الكربونية.
- استخدام زجاج عازل ومواد بناء معاد تدويرها.
3. كفاءة الطاقة والمياه
- تصميم يسمح بالإضاءة الطبيعية.
- الاعتماد على أنظمة تكييف موفّرة للطاقة.
- تركيب ألواح شمسية لتوليد الكهرباء.
- استخدام أنظمة لترشيد المياه وإعادة تدويرها.
4. إدارة النفايات
- تقليل الهدر أثناء البناء.
- فصل النفايات وإعادة تدوير القابل منها.
5. التشغيل والصيانة
- متابعة أداء المبنى بشكل دوري.
- تدريب المستخدمين على الاستخدام الأمثل للمبنى.
أمثلة سعودية ملهمة
- مشروع “سواني” الذي حصل على شهادة LEED البلاتينية بفضل التزامه بأعلى معايير الاستدامة.
- مشاريع المدن الذكية مثل نيوم وذا لاين التي تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة والتصميم المستدام.
التحديات وحلولها
التحدي | الحل |
ارتفاع التكلفة الأولية | التركيز على التوفير طويل المدى وتقديم حوافز حكومية. |
ضعف الوعي لدى بعض المستثمرين | نشر دراسات حالة وتوضيح الفوائد الاقتصادية. |
نقص بعض المواد المستدامة محلياً | دعم الصناعات الوطنية واستيراد البدائل. |
ختاماً
الاستدامة في التصميم الهندسي تمثل استثماراً طويل الأمد يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة. ومع الالتزام بمعايير الكود السعودي للمباني الخضراء، واستخدام أحدث التقنيات والمواد الصديقة للبيئة، يمكن للمملكة أن تكون نموذجاً رائداً في العمارة المستدامة على مستوى المنطقة والعالم.