
تُعد الهندسة الكهربائية من أهم فروع الهندسة في وقتنا الحالي، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياتنا اليومية المعتمدة بشكل كبير على الأجهزة والمعدات الكهربائية والإلكترونية.
وتنقسم الهندسة الكهربائية إلى العديد من التخصصات مثل هندسة القوى الكهربائية المعنية بإنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، وهندسة الإلكترونيات التي تركز على الدوائر الإلكترونية، وهندسة الاتصالات التي تتعلق بنقل واستقبال الإشارات، وهندسة الحاسبات والتحكم الآلي، وغيرها الكثير.
ويلعب المهندسون الكهربائيون دوراً محورياً في تصميم وتطوير كافة الأنظمة والتقنيات الكهربائية المستخدمة في مختلف مناحي الحياة.
هذا المقال برعاية اركون للاستشارات الهندسية، اختيارك الاول للمعاملات الهندسية والتجارية.
نشأة وتطور الهندسة الكهربائية
تعود بدايات الهندسة الكهربائية إلى القرن الثامن عشر، مع اختراعات رواد مثل بنجامين فرانكلين ومايكل فاراداي في مجال الكهرباء والمغناطيسية.
وفي القرن التاسع عشر، قام توماس إديسون ونيكولا تسلا وغيرهم بتطوير أولى المحطات الكهربائية والمصابيح الكهربائية، فيما قام غوغليلمو ماركوني باختراع الراديو وإرسال أول إشارة لاسلكية عبر الأطلسي.
ومع بداية القرن العشرين، شهد مجال الهندسة الكهربائية تقدمات سريعة مع اختراعات مثل الترانزستور والدوائر المتكاملة. كما أدت الثورات الصناعية إلى المزيد من التطورات في مجال توليد الطاقة الكهربائية واستخداماتها على نطاق واسع.
وما زال هذا التطور مستمراً ليومنا هذا مع ظهور تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والمدن الذكية.
أهم إنجازات واختراعات غيرت مجال الهندسة الكهربائية
– اختراع المصباح الكهربائي (إديسون): ساهم في انتشار استخدام الإضاءة الكهربائية عالمياً.
– اختراع المحرك الكهربائي (تسلا): أتاح استخدام الطاقة الكهربائية في الآلات ووسائل النقل مما أحدث طفرة صناعية كبيرة.
– اختراع تقنية التيار المتردد (تسلا): سهّل نقل الكهرباء لمسافات بعيدة بكفاءة.
– اختراع الراديو والبث اللاسلكي (ماركوني): فتح المجال أمام الاتصالات اللاسلكية والبث الإذاعي والتلفزيوني.
– اختراع شبكة الإنترنت: أحدث ثورة هائلة في تبادل المعلومات والاتصالات الرقمية.
– اختراع شرائح السيليكون والدوائر المتكاملة: مكّن من تطوير أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
فهذه بعض الاختراعات التي قادت إلى التقدم التقني الهائل في مجالات الطاقة والاتصالات والإلكترونيات المختلفة.
أهمية الهندسة الكهربائية

تُعد الهندسة الكهربائية حجر الأساس الذي يرتكز عليه العديد من المجالات الحيوية في عالمنا الحديث، ومن أبرزها:
– إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء: توفر الطاقة اللازمة لمختلف الأغراض الصناعية والمنزلية وإنارة المدن.
– صناعة وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية مثل الهواتف والأقمار الصناعية.
– صناعة الأجهزة والدوائر الإلكترونية المستخدمة في جميع المجالات كالطب والسيارات والطيران.
– تصميم أنظمة التحكم والقياس والمراقبة الكهربائية الدقيقة.
– تطوير تقنيات الحوسبة والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية.
لذا يمكن القول أن التقدم التكنولوجي عموماً مرهون بالتطورات والابتكارات في مجال الهندسة الكهربائية بشتى تخصصاتها.
دور المهندسين الكهربائيين في تلبية احتياجات المجتمع الحديث من الطاقة والتقنيات المتطورة
يقوم المهندسون الكهربائيون بدور محوري في تلبية العديد من الاحتياجات الأساسية لمجتمعنا الحديث، من ذلك:
– تصميم وإنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية بمختلف أنواعها كالمحطات البخارية والتوربينات الغازية ومزارع الطاقة الشمسية.
– وضع حلول مبتكرة لزيادة كفاءة نقل وتوزيع التيار الكهربائي بأقل التكاليف.
– تطوير تقنيات الاتصالات السلكية واللاسلكية سواء للاستخدامات المدنية أو العسكرية.
– تصميم الدوائر المتكاملة والرقائق الإلكترونية المستخدمة في كل شيء اليوم، بدءاً من الهواتف ووصولاً لتقنيات الطب الحيوي.
– ابتكار حلول المدن والمنازل الذكية، وأنظمة النقل الذاتي والطاقة المتجددة.
– المساهمة في الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والإنترنت.
تحديات تواجه الهندسة الكهربائية وسبل النهوض بها وتطويرها
تحديات تواجه الهندسة الكهربائية وسبل تطويرها:
1. الطاقة المتجددة:
يتمثل التحدي في تطوير حلول مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة كالشمس والرياح.
2. كفاءة الطاقة:
هناك حاجة ماسة لتقليل الهدر في الطاقة سواء أثناء التوليد أو النقل أو الاستهلاك، وذلك من خلال تصاميم مبتكرة وحلول ذكية.
3. تكامل الشبكات الكهربائية:
من التحديات دمج مصادر الطاقة المتجددة المتعددة مع الشبكة الكهربائية التقليدية بما يضمن استقرار وموثوقية النظام.
ويتطلب ذلك استثمارات بحثية كبيرة وتعاوناً وثيقاً بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية على المستويين المحلي والعالمي.
مما لا شك فيه أن ارتباط الهندسة الكهربائية وثيقاً بمستقبل التقدم التقني البشري، خاصةً مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي بشكل مذهل في العقود الأخيرة.
ومن المتوقع أن تشهد الهندسة الكهربائية مزيداً من التقدم في مجالات مثل إنترنت الأشياء والمدن الذكية والسيارات ذاتية القيادة وتكامل الشبكات الكهربائية الذكية وانتشار مفاهيم الطاقة النظيفة.
كما أن دمج تخصص الهندسة الكهربائية مع علوم أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والحوسبة السحابية والكمومية، سيفتح آفاقاً جديدة غير مسبوقة أمام البشرية في المستقبل من حيث رفاهية الحياة وتلبية احتياجاتها بمزيد من الذكاء والاستدامة.