
يعود تاريخ نشأة سوق الصواريخ إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وسرعان ما توسع السوق وتزايدت شهرته في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ليضم المئات من الأكشاك والمحلات الصغيرة.
ومع مطلع الألفية الجديدة، أصبح سوق الصواريخ بجدة أشهر سوق شعبي في المنطقة وأحد أبرز معالم التراث والسياحة في جدة، مستقطباً السكان المحليين والزوار من جميع أنحاء المملكة وخارجها.
حجم سوق الصواريخ
يتميز سوق الصواريخ بجدة بضخامة مساحته واتساع رقعته، إذ يضم الآلاف من الأكشاك والمحال التجارية. وفيما يلي بعض الأرقام والإحصائيات الدالة على حجم السوق:
– تبلغ المساحة الإجمالية لسوق الصواريخ أكثر من 1 مليون متر مربع، ما يجعله أكبر سوق شعبي في العالم من حيث المساحة.
– يضم السوق أكثر من 15 ألف كشك ومحل تجاري من مختلف الأحجام، موزعة على أكثر من 6 أسواق فرعية ضمن السوق الرئيسي.
– هناك ما يزيد عن 1000 محل متخصص في بيع المعادن والخردة والقطع المستعملة.
– يعمل في سوق الصواريخ عشرات الآلاف من الباعة والتجار والحرفيين والعاملين في مختلف المجالات.
– يستقطب السوق يومياً ما يزيد عن نصف مليون زائر من داخل المملكة وخارجها.
التحديات التي يواجهها سوق الصواريخ

كان يواجه سوق الصواريخ الشهير في جدة العديد من التحديات، من أبرزها:
أولاً: مشكلة الاختناقات المرورية والازدحام الشديد بسبب كثافة عدد السيارات والمارة في شوارع السوق وحوله طوال أيام الأسبوع.
ثانياً: انتشار ظاهرة الباعة الجائلين “المتجولين” بكثرة في أرجاء السوق، ما يتسبب في إرباك حركة المشاة وإعاقة وصولهم للمحال المرخصة.
ثالثاً: عدم التزام الكثير من الباعة وأصحاب المحلات باللوائح البلدية من حيث النظافة وإدارة النفايات.
رابعاً: قلة أماكن وقوف السيارات بالقرب من مداخل ومخارج السوق الرئيسية.
جهود تطوير السوق من قبل بلدية جدة ووزارة البلديات

تولي بلدية مدينة جدة ووزارة الشؤون البلدية والقروية اهتماماً كبيراً بتطوير سوق الصواريخ،ومن أبرز الجهود في هذا الصدد:
– إطلاق مشاريع لتوسعة السوق ومد شبكات البنية التحتية من طرق وكهرباء وماء وصرف صحي.
– مشاريع لتنظيم مواقف السيارات وإنشاء مواقف سطحية وأخرى متعددة الأدوار لخدمة السوق.
– حملات توعية ومطبوعات لحث الباعة والمستثمرين على الالتزام باللوائح البلدية ذات الصلة.
– إزالة حالات التعديات على الأرصفة ومسارات المشاة والشوارع.
– دراسات بخصوص إنشاء محطة نقل عام (مترو) بالقرب من سوق الصواريخ تخدم المنطقة.
– جهود في الرقابة ومكافحة التجارة غير المشروعة وغير المرخص لها.
قرارات وخطط الحكومة بشأن إعادة تأهيل السوق وتنظيم أوضاع الباعة
أصدرت الحكومة السعودية العديد من القرارات ووضعت الخطط الهادفة لتطوير وتحسين أوضاع سوق الصواريخ بجدة، ومن أبرزها:
– الموافقة على مشروع البدء بإعادة تأهيل وترميم سوق الصواريخ تدريجياً بتكلفة تصل إلى 300 مليون ريال.
– إصدار تراخيص بيع رسمية لجميع الباعة المتواجدين حاليًا في السوق لتنظيم أوضاعهم، مع عدم السماح بمزاولة البيع من دون ترخيص.
– تخصيص منطقة مغلقة جديدة لباعة الخردة والمعادن القديمة بمساحة تفوق الـ 100 ألف متر مربع.
– إنشاء نقاط تفتيش للرقابة على دخول البضائع للسوق والحد من التهريب.
– تشكيل لجان خاصة بالتنسيق مع الباعة والاستماع لمتطلباتهم وتطلعاتهم بخصوص تنظيم السوق.
شروط شراء محل او كشك في سوق الصواريخ بجدة
تنظّم عملية شراء المحلات والأكشاك في سوق الصواريخ بجدة مجموعة من الشروط والضوابط التي وضعتها بلدية جدة، ومن أبرز هذه الشروط:
١) يجب على الراغب بشراء محل الحصول على تصريح البيع من البلدية، وهو ما يتطلب دفع رسوم الترخيص.
٢) عدم وجود مخالفات بلدية أو تجارية سابقة بحق طالب الترخيص أو سحب تراخيصه السابقة.
٣) أن يكون المحل أو الكشك المراد شراؤه مطابقاً للمخطط الهيكلي للسوق وللمساحات والأبعاد المحددة.
٤) سداد كافة المستحقات والغرامات عن المحل من قبل البائع قبل إتمام الشراء.
٥) التزام المشتري بدفع الرسوم والاشتراكات الشهرية للبلدية مقابل الخدمات والصيانة.
٦) تقديم عقد بيع موثق بين البائع والمشتري إلى البلدية لنقل ملكية وترخيص المحل بالطرق النظامية.
ويسر اركون للاستشارات الهندسية المعتمدة من امانة جدة تقديم كافة خدمات تصحيح الأوضاع لملاك سوق الصواريخ بأسرع وقت.
يُعدّ سوق الصواريخ من أبرز المعالم التراثية والسياحية والتجارية في مدينة جدة، فهو أكبر سوق شعبي على مستوى العالم من حيث المساحة، إذ يمتدّ على مساحة تزيد عن المليون متر مربع، ويضم الآلاف من الأكشاك والمحلات التجارية.
ورغم ما يشهده السوق من تحديات تتعلق بالبنية التحتية والازدحام المروري وانتشار ظاهرة الباعة الجائلين، إلا أنّ الجهات المعنية من بلدية جدة ووزارة الشؤون البلدية تولي اهتماما كبيرا بتطوير السوق والارتقاء بخدماته، عبر العديد من المشاريع التطويرية والخطط التنظيمية.
ويُتوقع مع استمرار جهود تأهيل وتطوير سوق الصواريخ، أن يحافظ السوق على طابعه وهويته التراثية الأصيلة، مع مواكبة متطلبات العصر من حيث تنظيم البنية التحتية وتسهيل حركة المرور والمشاة وتطبيق أفضل معايير السلامة والصحة العامة.
وسيظل سوق الصواريخ في جدة بمثابة النافذة الحضارية والتراثية التي تروي حكايات وثقافات المجتمع السعودي الأصيل، مستقطبة المواطنين والمقيمين والزوار من كل حدب وصوب للاستمتاع بتجربة التسوق المميزة والمفعمة بالحيوية في أجواء شعبية رائعة.